مستقبل الشعب السعودي

من طرف **QSI 100** الخميس نوفمبر 15, 2007 2:15 am

إن المطلع لواقع حياة الشعب السعودي وظروفه المعيشية وغير ذلك من متعلقات كثيرة سأتناولها في هذا الموضوع ,, يدرك كم أن مستقبل الشعب السعودي سيكون مضلماً ,, خصوصاً إذا نظرنا الى المستقبل ووازنا بين كثير من الامور فإننا لانملك الا أن نضع ايدينا على قلوبنا ,, بل لنضعها لأنه على مايبدو أنا سائرون على هذا الطريق .

إننا حينما نطّلع على الواقع من ناحية أمور كثيرة فأننا ندرك أن المستقبل سيسود أمامنا مالم تتملكنا عناية الله ,, ويتم تنفيذ خطط جذرية وعاجلة لأنقاذ الشعب السعودي من المصيبة القادمة ,, إن المشاكل تنهشنا من كل جانب ,, وكل مشكلة متعلقة بأختها في سلسلة لاتنفك ,, تحتاج الى دراسة كبيرة لعلاج مستقبلنا فأمورنا السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والدينية وتركيبتنا الشاملة لهذه الانواع في ظل المتغيرات الجارية بسرعة هائلة في جميع الاصعدة ومايدور حولينا من أمور تنذر بالخطر القادم وما يتبعها من فقر .

فمن الناحية الاقتصادية وهي أم المشاكل والتي على اثرها تحدث جميع الاشكالات حينما يختل هذا الجانب ,, فمستقبل الشعب السعودي الاقتصادي خطير بشكل رهيب للغاية ,, فحينما ننظر الى دخل الفرد الموظف نجده قليلٌ جداً مقارنة مع الحاجيات والمتطلبات الضرورية التي توفر معيشة مستقر ,, إن متوسط راتب الموضف السعودي هو ثلاثة آلاف وخمس مائة ريال ,, كما أنه يقابل هذا الراتب صعوبة المعيشة التي فرضها الواقع وتعدد الحاجيات بالاضافة الى ثقافة الشعب السعودي الاستهلاكية ,, نجد ايضاً مقابل ذلك الارتفاع الخطير في الاسعار في الامور الكمالية ,, فأسعار العقارات زادات الى ضعف السعر المعتاد ,, والعقار يعتبر اهم الأساسيات التي يحتاجها الانسان لأنه متعلق بالسكن والمأوى ,, كما أنه يأتي بعد العقار ارتفاع اسعار الخدمات الاساسية والتي تنهك جيب الفرد أو رب العائلة حيث أن أمامه فاتورة الكهرب الشهرية والهاتف والغاز وتوفير الغذاء والبنزين ,, كما أنه مطالب بتوفير احتياجات الاطفال من امور كثيرة ,, فجميع حاجيات الاطفال ارتفعت كثيراً حيث ((الحفاظات والحليب وغير ذلك من امور مهمة لتغذية الطفل ونظافته)) ,, ايضاً ارتفعت المواد الغذائية المهمة من الارز والدجاج والخضروات واللحوم وجميع المشتقات ,, وارتفاع الكثير من الامور المتعلقة بالنقليات وغيرها ,, أصبح الاب غير قادر على التوازن مع هذه المتطلبات الظروريةللحياة الكريمة واصبح يلجأ الى الديون لمحاولة تدارك الوضع .

أخواني واخواتي ماكتبته انفاً هو وصف للواقع الحالي وهو واقع خطير ومخيف ,, وللمعلومية لم اتطرق للكماليات كالملابس والمركب والترفيه والجوال وغير ذلك ,, بل ركزت النظر على الاساسيات والحاجيات فما بالكم لو وضعنا المجهر على كل شيء تحت ايدينا لشابت رؤوسنا ونحن شباب وفتيات ,, ولكن دعونا ننتقل الى المستقبل وننظر الى الواقع ونخمن كيف سيكون مستقبلنا ,, والذي سيكون سوداوياً أكثر من الواقع مالم تتدراك الامور .

إن من ينظر الى عملية المخرجات التعليمية وينظر الى مايوزيه من وظائف نجد أن هناك عملية اختلال كبيرة في هذا الجانب ,, إن البطالة تتزايد نسبتها بشكل مهول يومياً , ,في المقابل يوازي ذلك ندرة وشح في التوظيف ,, وإن كان هناك فرصة للتوظيف فأن الراتب لايجعل الفرد قادراً على العيش السليم ,, فالشاب الذي يستلم 2500 ريال ,, كيف ستجعله هذه يتزوج والمهر يعرف الجميع ارتفاعه لدى كثير من الاسر ,, وحينما يتزوج هذا الفرد يحتاج الى سكن ,, لكننا الان نعاني ازمة سكن حيث أن الطلب على السكن لايوازي الموجود ,, أدى ذلك الى ارتفاع الاسعار ,, سيضطر هذا الرجل المتزوج الى أن يستأجر شقة بسعر عالي ,, لنفترض انه وجداً شقة ,, الان هذا الرجل سكن في الشقة سيكون امامه تأثيث للبيت وامامه كهرب وغاز واساسيات ,, وامامه ايضاً متطلبات اسرية واساسيات كالغذاء وغير ذلك ,, وسينجب اطفال وسيضطر الى أن يشتري لطفله حاجياته الضرورية , ,بالاضافة الى قيامه بمصاريف الزوجة ان لم تكن موظفة ,, هذه مأساة شاب استطاع الحصول على وضيفة راتبها 2500 ريال , فما بالك بالاكوام من الشباب الذين تجاوزا منتصف العشرينات ولازالوا يحلمون بوظيفة تسترهم .

إن مخرجات التعليم هي الاساس في تدهور التوظيف ووجود البطالة ,, لقد اتجه اغلب الشعب السعودي الى الكليات النظرية حينما تخرجوا من الثانوية ,, في المقابل تم اغلق الابواب بوجيههم حينما ارداوا التخصصات العملية والطبية حينما تم تعقيدهم ورفع النسبة وغير ذلك ,, كما أن الدولة لم تتوسع في المشاريع الجامعية والكليات ولم تفتح التخصصات المهنية المهمة بالشكل المطلوب ,, صحيح انها فتحت ودرس البعض بها لكنهم خرجوا ولم يجدوا وظائف تساعدهم ,, كذلك الكثير من الطلاب الذين تخرجوا لم يجدوا وضائف بسبب مايحملونه من شهادات لكليات نظرية !! ,, إن هذه العشوائية هي التي حدت بالطالب أن يدخل الكليات النظرية ويعقد قبوله في التخصصات الطبيعية والمهنية ,, ومن ثم يتخرج من الجامعة ليتوسد شهادته النظرية التي لايمكن أن يقبله أي قطاع ,, فالوضائف الحكومية قد شحت والدوائر اغلقت ابوابها ,, في المقابل الشركات لاتقبل بشخص يملك شهادة لتخصص نظري ,, وإن كانت تقبل فهو في امر محدود كأن يكون كاتب أو اداري ,, ومن المؤسف انه لاتزال الدولة تفتح ابواب التخصصات النظرية على مصرعيها ,, ولم تكثف الجامعات الطبية والعلمية والمهنية ولم تفتح الابواب لجميع خريجي الثانوية بل رفعت معدل نسبة القبول مما سيجعل الطالب إما أن يبقى على شهادته الثانوية أو انه سيضطر أن يدخل تخصص نظري ومن ثم يتخرج ويجلس في بيته ,, هذا هو ماسيكون عليه المستقبل ,, وسيصبح خطراً كبيراً خصوصا أننا مرتبطين بالبترول الذي لانعلم كيف سيجري امره , ولو هبط سعره لهبط الشعب السعودي بأكمله الى الحضيض .

أما أثر الاقتصاد على الاخلاق والمجتمع ,, أيها الاخوة والاخوات إن الشعب السعودي هو شعب متفجر ,,, بمعنى أن كثرة المواليد مهولة ,, وتعتبر مدينة الرياض أكبر بقعة في العالم من ناحية التوالد ,, إن نسبة الشباب هم أكثر من سبعون في المائة ,, ونسبة الشباب الذين دون العشرين سنة يبلغون 80 بالمئة من مجموع نسبة الشباب ,, بمعنى أننا أمام انفجار سكاني مهول ,, حيث أن الانجاب لايتوقف ,, كما أن البيوت تعج بالاطفال وبالشباب من الجنسين ,, دعونا نتحدث عن واقعنا لكي ندرك ماذا سيكون المستقبل عليه اذا استمرينا على هذا الوضع ,, يوجد الآن في المملكة مليون عانس ,, كان من المفترض أن يصبحن في عداد المتزوجين ,, ومن الاسباب الرئيسية هي عدم وجود المال والذي جعل الشاب يحجم عن الزواج ,,فكما قلنا لاوضائف إذاً لازواج ,, هذا الامر يسبب مشكلة كبيرة في المجتمع حيث ستلجأ الفتاة الى اشكالات كبيرة لاتخفى على الجميع ,, ايضاً الشاب لم يعد يرغب بالزواج لعدة اسباب ليس هذا المجال لحصرها ولكن يبقى قلة المال هو السبب الرئيسي في الاحجام عن الزواج ,, أداء ذلك الى مشكلات اجتماعية فكثرت الجريمة من جميع النواحي حيث اصبحت السرقة كبير وكثيرة بشكل كبير ,, فالانسان الفقير يريد أن يعيش حياة كريمة تكفل له العيش الكريم ,, لذلك سيضطر الى السرقة ,, كما أن الفقر ((وهو مشكلاته لاتنتهي )) سيجعل الانسان يتاجر بمحضورات كالمخدارت وكالبغاء وغير ذلك من أجل تحصيل المال والنفقة على نفسه ,, ايضا سبب ذلك الى التلاعب وانتشار الرشوة وغير ذلك من امور تخل المجتمع .

هذا هو الواقع ,, أما المستقبل كما نعرف ان هناك انفجار سكاني رهيب يقابله ندرة في التوضيف ,, ومعوقات كثيرة ,, وعدم استثمار صناعات وكليات وتخصصات تخلق وضائف عمل ,, فلنتصور مستقبل سيكون فيه عدد الشباب والشبات كثيراً بالإضافة إلى انتشار الفقر بشكل كبير ,, حيث أن الطبقة الوسطى ستنقرض وسيكون هناك طبقة سفلى وطبقة عليا فقط ,, والاغلبية الساحقة هي طبقة سفلى ,, وستعاني هذه الطبقة من امور كثيرة وهي عدم تواجد فرص وضائفية مقابل غلاء اسعار ,, لنتصور حال هذا الفرد في اعتقادي ان مصيره الاقرب هو الشتات .

أما من الناحية الثقافية والفكرية والاجتماعية ,, ستسقط جميع الاخلاق الدينية والاجتماعية كما سيضعف دور الجماعة ويصبح الانسان انانياً وفردياً حيث سيعمل لنفسه ,, وسيقل الترابط الاسري والاجتماعي ,, حيث أن الانسان ليس متفرغ للأسرة او الجماعة خصوصاً أنه لايجد لقمة عيشه وسيصارع الاخرين عليها ,, وربما سيصارع اخيه من أجل كسب عدة دراهم ,, ستصبح الحياة عبارة عن (نفسي نفسي ),, كما أنه سيسهل ارتكاب الحرام والتعامل به ولن تكن هناك دوافع دينية رادعة فالفقر امره خطير والانسان سيحارب اخيه من اجل لقمة عيش او كسرة خبز ولربما يقتله من اجلها ,, سيسبب الفقر مشاكل نفسيه على الفرد والتي تنعكس بدورها على العائلة التي ستتاثر بالفقر تربوياً حيث أن التربية تحتاج الى وسائل جيدة واستقرار معيش مريح من أجلها ,, ومالم يكن الاستقرار المادي جيداً فأنه سيصعب على الفرد تربية ابنائه , حيث سيخلق عشوائية بالحياة ,, وسيصبح الفرد قلقاً ويكون همه تحصيل عيشه بأية طريقه ,, مما سيجعله مضطراُ الا ينتبه الى التربية ولا الى مسألة الحرام والحلال وستسقط جميع الاغطية الاخلاقية ,, هذا جانب تأثير الفقر على الحياة الاجتماعية والثقافية والعادات والقيم والتقاليد ,, ايضاً يوازي الفقر ثقافة غربية غازيةعن طريق العولمة ووسائلها حيث انها لاتعترف بالاسرة ولا تعترف بالاستقرار الاسري , إنما تعمد على الفرد وعلى الاباحية وعلى عدم الترابط ,, وسيكون غزوها كبيراً على قيمنا ,, فهي تمشي بخط متوازي مع مشكلة الفقر التي ستسبب سرعة في انحلال القيم .

من ناحية الاستقرار السياسي ,, وهو الاهم فبالاستقرار السياسي يستقر المجتمع ويستطيع التفكير ليخطط للحلول ,, فأي اهتزاز للسياسة فأن ذلك سؤثر على الجميع بشكل تلقائي ,, خصوصا إذا عرفنا تركيبة الشعب السعودي القبائلية والمناطقية والطائفية ,, وكذلك اتساع رقعة المملكة التي قد يصعب السيطرة عليها ,, كذلك التهديد الارهابي الذي هو سيتحرك حينما يكون هناك اي هزة محتملة ,, كما أن هناك اطماع لدى الدول الاقليمية التي لها اجندة ومطامع وخلافات مع السعودية وإن كانت مكبوته كالحدود مع اليمن أو الطائفة الشيعية والتي تدين لإيران بالولاء ,, ويعرف الجميع أن ايران لاتزال عينها على المنطقة الشرقية ,, كذلك إذا مانظرنا الى اتساع رقعة البلاد والتي يسهل بها وبشكل سريع أكل بعضها بعض والنهش في جسد الاخرين,, وسيؤدي ذلك الى اشكالات كبيرة لاسمح الله ,, إن الفقر سيمهد لهذا الامر حيث ستنتشر العمالة للدول وسيصبح الحس الوطني ضعيفاً لأن الانسان يريد ويفكر بلقمة عيشه وليس لديه وقت للأعتزاز بشخصيته الوطنية ,, بل قد يضطر الى العمل ضدها إذا كان سيحقق ذلك له رصيداً جيداً فسيصبح المتنفذ مستعداً للتنازل عن وطنيته مقابل مال حينما يأتي بمعلومات حساسة وغير ذلك لاتخفى على الجميع .

يتبع . . .

من طرف **QSI 100** الخميس نوفمبر 15, 2007 2:17 am

ما الحل !!؟

الحل يكمن في عدة امور اختصارها ولا اريد التفصيل فيها :
أولاً : دعم الدولة للشباب العاطلين وخلق فرص وظائفية لهم ,, واجبار المؤسسسات الاهلية بتوظيفهم براتب كبير لايقل عن اربعة الآف ,, ومن يرفض ذلك تغلق مؤسسته .

ثانياً : وضع حد أدنى لراتب الموضف كأن يكون اربعة الآف ريال .

ثالثاً : اغلاق جميع التخصصات النظرية ,, أو محاولة تحجيمها ,, وفتح الباب على مصرعية للتخصصات المهنية والطبيعية والطبية ,, حيث أن البلاد بحاجة الى هذه التخصصات بشكل كبير ,, ومن ثم خلق وضائف لهذه التخصصات التي ستُخرج بالتالي اناساً تريد العمل فيها ,, وهذا امر ميسر جداً .

رابعاً : دعم الشباب من ناحية الزواج حيث يتم اعطاء كل شاب مبلغ كبير من أجل المهر والاستعداد للزواج ,, وكذلك اعطاءه مبلغ كبير بحيث يكون بأقصاد ميسرة .

خامساً : على الشعب السعودي أن يغير ثقافته ويوازن أمور الحياة ,, بمعنى ان يقنن مسألة التوالد ,, بمعنى أن ينظر الرجل والمرأة بحيث يفكرون متى سينجبون ابناً وكم ابن سينجبون ,, بحث لانرى خلال عشر سنوات من الزواج ثمانية ابناء قد اصبحوا اولادهم ,, فأن هذا سيتعبهم اقتصادياً ونفسياً وتربوياً ,, وغير ذلك من الاشكالات .

سادساً : تغيير ثقافة الاستهلاك لدى الشعب فالشعب السعودي يستهلك كثيراً ويركز على الكماليات بشكل كبير حيث أن ثقافة الاهتمام باالكماليات من ناحية الموديلات وآخر الصرخات والموضات والاهتمام بالشكل على حساب المضمون من ناحية الادخار المالي والتفكير الاقتصادي الجيد .

سابعاً : توفير السكن بكمية هائلة من قبل الدولة للأسر بحيث يكون هناك بيوت اسكان أو شقق توفرها الدولة وتؤجرها بشكل ميسر على الاسر والمتزوجين,, لفك الخناق عن الارتفاع الحاصل الآن بالعقار والسكن .

هذه نقاط سبعة ,, وهناك حلول قد طارت من الذاكرة وربما لديكم حلول اخرى اتمنى ذكرها ,, فلا ندري ربما نظر مسؤول كبير الى هذا الموضوع أو تم نقله وانتشر واثّر في صاحب القرار,, أو حاول اعادة التفكير ,, لانستحقر شيئاً .

هذا الموضوع كتبته حباً لوطني وحباً لشعبي وحرصاً على الاستقرارا من جميع النواحي ,, والحقيقة لم اتطرق الى مشكلات اخرى واعمق اثراُ ,, لاني اشعر اني اطلت عليكم ,, كما أن الارهاق قدر اعتراني الان حيث قرب موعد النوم .

لكم كل تقدير وتحية ونسأل الله أن يلهم اصحاب القرار الحل الرشيد والسديد لتدارك الوضع ووضع حلول جذرية تنقذ البلاد والعباد .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وسلم

أختكم \QSI 100